أما بعد يحكى أن فتى مؤمن من طلاب العلم وللأسف فقير يوم من الأيام بلغ به الجوع ما بلغ فتوجه إلى سور بستان فرئى غصن به تفاح متدلي من فوق السور به تفاحة ومن شدة الجوع أخذ التفاحة وأكلها وذهب لبيته لكن ضميره أنبه كونه لم يستئذن من صاحب البستان فذهب إليه بعد صلاة الظهر وتقابل معه وقال له على التفاحة وطلب سماحة لكن صاحب البستان قال له : لن أسامحك وسأطالبك يوم القيامة بحقي أمام الله عز وجل وبدأالفتى يرجوه وعيناه تدمع وهو خائف من أن يطالبه يوم القيامه بحق التفاحة ودخل الرجل لبيته ونام ليقوم صلاة العصر فنتظره الفتى خارج ليقابله وهو يخرج لصلاة العصر وخرج صاحب البستان ورأى الفتى والدموع على خده وهو في غاية الأسف وقال الفتى لصاحب البستان:أرجوك ياعمي سأفعل أي شيئ حتى لو أعمل لديك فلاحا بدون أجر ففكر الرجل وقال له :أسامحك بشرط أن تتزوج ابنتي فتفاجئ الفتى وأكمل الرجل كلامه قائلا:إنها عمياء وصماء ولاتمشي وبكماء فجعل هذا الشرط الولد يفكر كيف تعيل بيتي كيف أتزوج وأنا في ريعان شبابي ولاكن
أصبر عليها في الدنيا وأنجو من التفاحة في الأخرة وذهب إلى صاحب البستان وقال له:أنا موافق على الزواج من أبنتك قال له صاحب البستان حسنا تعال يوم الخميس لوليمة زواجك وأنا أتكفل بالمهر وفي يوم الخميس أتى الفتى يملأه الحزن ومتثاقل الخطى إلى الزواج ليس كأي عريس وعندما دخل و تحاور مع والد زوجته قال له الزوج أدخل على زوجتك مبارك لكما فتح الباب فإذا بفتات بيضاء شعرها انسدل كالحرير فقامت ومشت إليه وكأنها حورية نزلت عليه وقبلت يده وفهمت ما يدور في رئسه فقالت له : أنا عمياء من النظر للحرام وبكماء وصماء من الإستماع للحرام ولا تذهب رجلي للحرام وأنا وحيدة أبي فجأة دخل والد الفتاة وقال للفتى لقد رأيت صلاحك و تقواك وأنت زوج أبنتي وتزوجها وشكر الله على ذلك ....
قال تعالى((ومن يتقي الله يجعل له مخرجا))....